الثقافة الكروية(منقول)
يبدو أن الساحرة المستديرة لا تنفك تبهرنا بما يستطيع ممارسيها وعشاقها صنعه
وتقديمه أجل الرقي بها إلى أعلى مدارج الفن و الإبداع . فنرى اللاعب قد سحر العالم
أجمع وهو يداعب الكرة، فكأنما ألغى قوانين الجاذبية الأرضية بتلك اللمسات. وأما ذلك
الصحفي فكأنما الهمته المستديرة المجنونة أن يسطر بتلكم الكلمات بما يعجز القلم عن
وصفه .الكل ينضح بإنائه ويشمر عن ساعديه فلم تعد كرة القدم مجرد لعبة يقوم
ممارسيها بركل كرة في مستطيل الأخضر، بل أزالت ورفعت سقفها فأصبحت محركًا
للأذهان وصانعة للأجيال وشاغلة الملايين في كل زمان ومكان. فلا عجب أن تكون سالبة
للعقول ومعشوقة الجماهير ولعبة شعبية متفردة في سماء الرياضة. وهنا نقف عند محطة
مهمة إن لم تكن الأهم من المحطات المستديرة المجنونة الا وهي الثقافة الكروية.
قد يكون البعض منا مثقفا ثقافة علمية وبعضنا مثقفا ثقافة دينية والبعض الآخر رياضية
وغيرها من الثقافات المختلفة. وأما نحن كرياضيين بشكل عام وكلاعبي كرة قدم بشكل
خاص فإن لنا ثقافة تخصنا وفهم خاص بنا وهي الثقافة والفن الكروي. فإذا ما أردنا أن
نطمح ونرقى بمستوياتنا لابد من الرقي بعقولنا الكروية أيضًا. فالجسم بدون العقل غير
قادر على الابداع ورسم ما يمكن للعقل أن يدركه. والرياضة بدون عقول كروية إلا
كالذي يركض خلف السراب فلا يدرك شيئًا. وهنا لا يمكن أن يُستثنى أحد، فجميع
عناصر كرة القدم مشتركين في هذه الثقافة سواء كانوا من الجماهير أو اللاعبين أو
الحكام أو الإداريين.
فإذا ما ارتأينا بعض النماذج من الفرق الناجحة نرى أن ما وصلوا إليه من نجاح ورقي
ما هو إلا نتاج ذلك العمل الدؤوب الممزوج بتلك العقلية الكروية الفذة التي يتمتع بها كل
عضو من أعضاء ذلك الفريق. فقراءة المدرب للمباريات بشكل سريع وحسمها لمصلحة
الفريق واتخاذه القرارات الحاسمة والسريعة بسرعة فائقة كانت عاملاً أساسيا من
عوامل نجاحه وتحمله وتحمل المسؤولية لدى جميع اللاعبين وليس الاقتصار على لاعب
واحد هو ما يميز الفريق الناجح.
أما إذا ما رأينا إلى الجانب الآخر للفرق نرى أن نقص الوعي الكروي في بعض
عناصرها هو ما أدى إلى تلك النتائج السلبية والمشاكل, فمن أمثلة نقص الثقافة الكروية
لدى بعض اللاعبين مثلا أن يعتمد اللاعب ارتكاب الأخطاء واثارة الشغب في المباراة
رغم تقدم الفريق وضمانه للفوز فيتعرض للطرد وبالتالي يعرض نفسه وفريقه إلى ما لا
تحمد عقباه من نتائج.
خلاصة القول أن الثقافة الكروية لا تحتاج إلى موارد مادية أو غيرها بل هي ناتجة عن
التربية الكروية الحسنة. فازدياد الوعي الكروي في جميع اعضاء الفريق هو ما يولد
التجانس والخبرة في صفوفه وهو الذي يزرع وينمي العزيمة والاصرار والقتال في
جميع المباريات ويجنبه المشاكل والنتائج السلبية[/
center]
بالمعنى المبسط: يجب معرفة واجبات وادوار المراكز المختلفة في الملعب والاساليب الصحيحة التي يجب تطبيقها في الملعب في مختلف الظروف..
" إختلاف في الرأي لا يفسد في الود قضية"
وارجوا ان اكون قد قدمت ما فيه المصلحه العامة للبحري..